قصائده الجميلة تدل عليه، حين لا يعرفه أحد تماما، ولم تطالعنا صوره أو أخباره في جريدة أو مطبوعة، لكن عماد أبو صالح أيضا يدل على نفسه. لم ينتظر طابور الواقفين أمام دور النشر، لم يزاحم الآخرين على المكاسب والأطماع الصغيرة، وعلى نفقته الخاصة عماد أبو صالح شاعر مصري، يكتب قصيدة النثر، من مواليد المنصورة في شمال مصر عام 1967. يطبع كتبه على حسابه الخاص ويوزعها بنفسه رافضَا بيعها على الرغم من نجاح دواوينه وشعبيته الواسعة بين جمهور قصيدة النثر. لعله من المعروف، والمتواتر، أن (عماد أبو صالح) ظاهرة، بذاتها، في إخلاصه لفنه، وتكريس نفسه لهذا الفن، فلعله أنأى (الشعراء الجدد) الحداثيين بنفسه عن الأضواء، وعن المساجلات – وهي في الغالب عقيمة ولفظية بحت- وهو يطبع كتبه بنفسه، أي علي نفقته، فلا حاجة به لمطالبات ومماحكات بعض الناشرين، وهو يطبعها من خمسمائة نسخة فقط، يوزع منها ثلاثمائة بنفسه أيضاً، ويحتفظ في بيته بمائتي نسخة، كأنما حضورها يؤنس وحشة ما عنده له دواوين أمور منتهية أصلاً 1995 كلب ينبح ليقتل الوقت 1996 عجوز تؤلمه الضحكات 1997 أنا خائف 1998 قبور واسعة 1999 مهندس العالم 2002 جمال كافر، 2005
المازوخية : " يمكنني أن اصرفك متي اشاء ، إلا أنه لا يحق لك أن تتركني بدون إرادتي ، وإذا ما حاولت الهرب ، فإنك تقر لي بالسلطة وبالحق في أن أنزل بك حتي الموت جميع العذابات التي يمكن تصورها. " خارج ذاتي ، لا تملك شيئاً ، فأنا كل شيء بالنسبة اليك ، حياتك ، مستقبلك ، سعادتك ، تعاستك ، عذابك ، وفرحك . " عليك أن تنفذ كل ما سأطلبه منك ، خيراً ام شراً ، وإذا ما فرضت عليك ارتكاب جريمة ، فعليك أن تصبح مجرماً ، كيما تمتثل لإرادتي . " شرفك ملكي ، وكذلك دمك وروحك ، وقدرتك علي العمل . أنا ملكتك ، سيدة حياتك وموتك . " إذا اتفق لك أنك لم تعد قادراً علي تحمل استبدادي ، وإذا ما صارت قيودك أثقل مما ينبغي ، فعليك أن تقتل نفسك ، ولن أعيد إليك ابداً حريتك . " أقسم بشرفي أني سأرغم نفسي علي أن أكون عبد السيدة فاندا دو دونايف ، تماماً مثلما طلبت ذلك ، وعلي أن أخضع ، بلا مقاومة ، لكل ما ستفرضه علي . ليوبولد ، الفارس دو ساشر مازوخ ". ------------- "المازوخية " تأليف ساشا ناخت ،ترجمة : مي طرابيشي. دار الطليعة بيروت ، الطبعة الأولي 1983.ص50 ،51.
تعليقات
إرسال تعليق