المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٤

كثافةُ الحضورِ الإنسانىِّ فى تجربةِ وديع سَعادة | شريف رزق

صورة
كثافةُ الحضورِ الإنسانىِّ فى تجربةِ وديع سَعادة شريف رزق فى سَبعينيَّاتِ القََرْنِ المَاضِى ؛ حَيْثُ كانَتْ تَجْربَةُ مجلَّةِ (شِعر) اللبنانيَّةِ قدْ بلغتْ أقصَى تحقُّقاتِهَا الشِّعريَّة ، عَبْرَ تجاربِ أدونيسَ ، وأنسى الحَاج ، وَزُملائِهِمْ ، كانَِ جِيلٌ شِعريٌّ جديدٌ ، يتشكَّلُ، وَيُمثِّلُ انعطافَةً شِعريَّةً جديدَةً ، عنْ المَسَارِ الشِّعريِّ المُتجسِّدِ لِلْقََصِيدِ النَّثريِّ ، فى مَشهدِ الشِّعرِ العَرَبيِّ ، وَبَرَزَ فى هَذا الجيلِ عبَّاس بيضون ، وَبُول شاوول ، وَشِرْبل داغر ، وَآخرونَ ، وعلى الرَّغمِ منْ ظهورِ مَسَارٍ جديدٍ لِلْقصِيدِ النَّثريِّ على أيديهم ، بمرجعيَّاتٍ أخْرَى فى حقيقَةِ الأمرِ ، إلاَّ أنَّ النّزوعَ الثَّقافيَّ ظلَّ ، كالحَلْقَةِ السَّابقةِ المؤسِّسةِ ، يعلو على النّزوعِ الشِّعريِّ ، وَبَدَا أنَّ هَاجسَ التَّجريبِ لدَى هَذِهِ الحَلْقَةِ ، كَمَا كَانَ فى الحَلْقَةِ السَّابقَةِ ، كَانَ يعلو على التَّجربَةِ الإنْسَانيَّةِ ، وَظلَّ الحُضورُ اللغَويُّ أعْلَى منْ الحُضورِ الإنْسَانيِّ ، فى المُنْجَزِ الشِّعريِّ الطَّليعِيِّ ، غَيْرَ أنَّ صَوتيْنِ شِعريَّينِ كَانَا يُؤ

يعنِى أنَّها ميِّتة | أحمد الشهاوي

صورة
لأسبابٍ كثيرةٍ لا أحبُّ حرفَ الخاء، ليس لأنهُ حرْفٌ ثقيلٌ على الرُّوح، ويأتى نُطقًا من سقفِ الحلْقِ، وليس أيضًا لأنهُ يشكِّلُ مع زميله حرف الغين حيِّزًا واحدًا فى مدارجِ حرُوفِ العربية ومراتبها، لكن لأنهُ يُحيلُ عندى إلى مفرداتٍ تُقوِّضُ النفسَ، وتُسْقمُها، بل تُميتُها، وتُسْقطُ أممًا وحضاراتٍ، كالخرابِ، والخيبةِ، والخذلانِ، والخُمول، والخَبَل، والخطأ، والخطيئة، والخيانة، والخُسران، والخطْف، والخطَر، والخُبث، والخِتان، والخجل، والخدْش، والخِزى، والخرَس، والخبْص، والخزُوق، والخِصام، والخطْب، والخفاء، والخَراء، والخُلع، والخِلاف، والخِداع، والتخلُّف، والخُسُوف، و.. كلماتٍ أخرى كثيرةٍ هى ظواهرُ تكرهُها الرُّوحُ الحُرَّةُ السويَّةُ، ولا يستسيغُها قلبٌ يعرفُ. لكن تظلُّ لحرفِ الخاء مزايا وفضائلُ أنه حمل على كتفيه مُفرداتٍ هى عندى أكوانٌ وحدها، ك: الخيالِ، والخَلْق، والخُلُق، والخير، والخُلوة، والخُبز، والخيل، والإخلاص، والمخطُوط، ويمكنُ للمرءِ أن يُعدِّدَ ما لفضل حرفِ الخاء فى حقُولٍ كثيرةٍ متنوعةِ الدلالات. وما يهمُنى من فضلِه الآن هو الخيالُ، إذْ إن أُمَّةً بلا خيالٍ يعنى أنَّها ميتةٌ، ولا

لماذا انتحرت فرجينيا وولف؟ محمد عيد إبراهيم

صورة
لماذا انتحرت فرجينيا وولف؟ محمد عيد إبراهيم فرجينيا وولف (1882 ـ 1941): روائية إنجليزية من أبرز وجوه القرن العشرين. تعلّمت منزلياً بمكتبة والدها، ثم تزوّجت الناقد ليونارد وولف 1912، وقاما بتأسيس دار نشر "هوجارت" 1917. ولم تكن تركّز على الحُبكة أو التشخيص برواياتها، بل على الأفكار والمشاعر، بالرمز والشعر والصور البصرية، وهو ما عرف فيما بعد باسم "تيار الوعي" الذي تُعتبر أول من أسّست له كظاهرة أدبية. من رواياتها: نزهة (1915)، نهار وليل (1919)، غرفة يعقوب (1922)، مسز دلاواي (192 5)، المنارة (1927)، الأمواج (1931)، السنين (1937)، وآخرها "بين فصلين" (1941). عانت فرجينيا طويلاً من اكتئاب وذُهان، حتى أنها لم تكن ترضى بالنوم مع زوجها قط، وهو ما سبب مشاكل عدة بينهما، إلى أن أغرقت نفسها في نهر أوز 1941. وبعد وفاتها قام زوجها بتحرير معظم كتبها.  وقد تعرّضت وولف لمصادفات موت عجيبة: فقد ماتت أمها وهي في الثالثة عشرة، ثم أختها غير الشقيقة وهي في الخامسة عشرة، ثم أبوها وهي في الثانية والعشرين، ثم أخوها توبي وهي في الرابعة والعشرين، كما أُصيبت أختها بلوثة فاحتُجزت بمصحة عق

نجيب محفوظ: "الشرّ عربيد ذو صخب"! (*) من محاضرة (نوبل) | ترجمة محمد عيد إبراهيم

صورة
نجيب محفوظ: "الشرّ عربيد ذو صخب"!  (*) من محاضرة (نوبل) "أنا ابن حضارتين تزوّجتا في عصر من عصور التاريخ زواجاً موفّقاً، أولاهما عمرها سبعة آلاف سنة، وهي الحضارة الفرعونية، وثانيتهما عمرها ألف وأربعمائة سنة، وهي الحضارة الإسلامية.  عن الحضارة الفرعونية لن أتحدّث عن الغزوات وبناء الإمبراطوريات، ولن أتحدّث عن اهتدائها لأول مرة إلى الله سبحانه وتعالى، وكشفها عن فجر الضمير البشريّ، بل لن أتحدّث عن إنجازاتها في الفنّ والأدب، دعوني أقدّمها بما يشبه القصة، طالما أن الظروف الخاصة بي ق ضت بأن أكون قصّاصاً.  تقول أوراق البرديّ إن أحد الفراعنة قد نما إليه أن علاقة آثمة نشأت بين بعض نساء الحريم وبعض رجال الحاشية، وكان المتوقّع أن يُجهِز على الجميع، فلا يشذّ في تصرّفه عن مناخ زمانه، لكنه دعا إلى حضرته نخبة من رجال القانون، وطالبهم بالتحقيق، وقال لهم إنه يريد الحقيقة ليحكم بالعدل.  ذلك السلوك في رأيي أعظم من بناء إمبراطورية، وقد زالت الإمبراطورية لكن الحقيقة والعدل سيبقيان ما دام في البشرية عقل يتطلّع أو ضمير ينبض.  وعن الحضارة الإسلامية فلن أحدّثكم عن دعوتها إلى إقامة وحدة بشرية في رح

قراءة فى ديوان اختبار الحاسة أو مجمل السرد | محمد الحرز

صورة
بهدوء الواثق يتسلل الشعر إلى قصيدة الشاعر غسان الخنيزي وكأنه يعلم أن ثمة كلمات تنتظره على العتبات وعند الدرج وفي الصالة أو بين الممرات ، تنتظر عسل المخيلة المملوء به جراره، تنتظر ما يفيض عليها به إلى آخر قطرة من طعمه الشهي . ثم لا يبقى انتظ ار بعدها ولا قبلها ، الامتلاء هو وحده الذي يتردد بينهما ، هو ما تقوله القصيدة وما لا تقوله في نفس الوقت ، هو ما لا تراه أثناء اليقظة ، وما تراه أثناء الوهم. خيط العسل الشفيف الذي يتركه الشعر خلفه لا يرى من فرط لمعانه ، ولا يترك له أثرا على التراب من فرط صفائه . يدخل الشعر ويخرج من قصيدته كأنه يدخل صومعته اليومية حيث يتوحد فيها مع نفسه ويناجيها بصوت خافت ، لا يسمع فيها سوى نفسه ، هو الداخل الخارج والخارج الداخل من غير تمايز أو تفارق . وكأني بغسان ماسكا بيد قصيدته ، وباليد الأخرى رافعا قبعة التخفي راميا بها فوق رأسه ، مغطيا بها جزءا من ملامح وجهه؛ كي لا يقال : هذا هو الشاعر ، وهذي هي قصيدته . تماما كما لو أن الشعر لا يريد الكشف عن هويته ، لا يريد الكشف عن جوهره الغامض إذا ما جاءت القصيدة سافرة عن نفسها ، معلنة عن حضورها بقوة أمامه . طقوس الحضور والغيا

شاعرٌ شابٌّ في الثمانين ( ملفّ صحيفة الأخبار اللبنانية )

صورة
الصوت الخفيض والطريق الموحش خالد المعالي  * مع سعدي يوسف اتخذ الشعر العربي الثوب المحلي، الثوب الشفيف للواقع بتفاصيله كلها، حيث تبين فيه الأشكال الصغيرة وتُسمع الأصوات الخفيضة. كما تلاشت تلك البلاغة الثقيلة التي كانت لأعوام طويلة، وربما ما زالت،تمنع الشعر العربي من التماس مع الواقع. سعدي يوسف شاعر التفاصيل الصغيرة بامتياز.بهذا المعنى، فهو شاعر بنّاء، كلُّ ما في قصيدته رأته عيناه وتحسستهُ يداهُ. وقدقُدّر له أن يسيرَ من تلك القرية «حمدان»، منذ أعوام طويلة، تجاوزت الستين عاماًربما، إلى مدن كثيرة وأن يُمسك الحصاة في قاع النهر، وأن يشمّ الزهرة الصفراء في«تيبازا»، وأن يرقب «القنفذ في حبوته». اليوم وأنا أستعيد أعماله الشعرية في طبعتهاالجديدة، التي ربما كنت طالعتُ بعضها قصيدة قصيدة في السبعينيات وفي ما بعد بأشكال مختلفة ومتفرقة، كأنها وطن بديل، خريطة لعالم وهمي استطعت مواصلة العيش بفضله. آنذاك لم أتمالك نفسي حين كنت مع عبد اللطيف اللعبي في برلين قبل أعوام خلت، حتى قرأت له عن ظهر قلب قصيدة «عن الأخضر أيضاً» أمام دهشةالزميل الألماني... وأن أسير بعد أعوام في طرق المغرب وأنا أقرأ يافطات الطريق وأس