المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٤

أتابع طفولتي في طفولة الذين وُلِدُوا على يديّ من أبناء جيراننا وأقربائنا | الضوي محمد الضوي

صورة
أتابع طفولتي في طفولة الذين وُلِدُوا على يديّ من أبناء جيراننا وأقربائنا، لقد بلغ أكثرهم مبلغَ الذكورة، السنة الثانية والثالثة من المرحلة الإعدادية، أتابع كم التناقض الذي نما في داخلنا كما ينمو الصبّار على قبور لا نعرف أصحابها، الوقت الذي يكون فيه منتهى الذكورة للجنوبي هو أن يصيح في أخته غاضبا : "إيه يا بت؟!" هو ذاته الوقت الذي يكون منتهى ذكورته أيضا أن يقوم من مكانه في المواصلات ليقف مُعَلَّقًا على الباب حتى تجلس إحدى السيدات أو البنات، غير عابئ بتحذيرات الجميع من إمكانية سق وطه فجأة، الوقت الذي يكون فيه رجلا كامل الرجولة هو الوقت الذي يستطيع فيه ضرب أخته والانقضاض عليها غيرةً عليها أو اعتراضا على سلوكها تجاهه أو تجاه غيره، كذا هو الوقت ذاته الذي يستطيع فيه أن يمزّق من يتعرض لها ولو بكلمة، لو جاءته شاكيةً، غير عابئ أيضا بدعوة الكبار له لحلول سلمية، وردع المسيء في غير عنف يولد مشكلة لا يحلها سوى سقوط قتيل، علاقتنا بالأنثى علاقة مشوشة، لا حل لها حتى في الدين،لأن الدين مشوش بثقافة المجتمع البدوي الصحراوي العَفِن، لا حل لمشكلاتنا مع المرأة سوى العودة للإنسانية-جوهر كل الأديان- ح

أبوالقاسِم الشَّابَّى كتب قصيدة النثرفى السادسة عشرة من عمره | شريف رزق

صورة
على الرَّغم منْ الاحتفَاءِ الكبيرِ الَّذي قوبلَتْ بِهِ تجربَةُ أبي القاسِمِ الشَّابيِّ (1909 - 1934) الشِّعريَّةِ، الَّتي استمرَّ حُضُورُهَا الشِّعريُّ سِتَّ سَنَوَاتٍ فقطْ، فقدْ تمَّ التَّعتِيمُ على جُزْءٍ أصٍيْلٍ منْ مُمَارسَتِهِ الشِّعريَّةِ، يتمثَّلُ في تجربتِهِ في شِعْرِ النَّثرِ العَرَبيِّ، وَهِيَ تجربَةٌ مُهِمَّةٌ تُشكِّلُ دِيوانًا كامِلاً، شَرَعَ فيْهِ وَهُوَ في السَّادسَة عَشَرةَ منْ عُمْرِهِ، وَهُو يسبقُ دِيوانَهُ الوَحِيدَ، الَّذي نُشِرَ بعدَ وَفاتِهِ: أغَانِي الحَيَاة، وَيَسْبقُ، كَذَلكَ، كِتابَهُ: الخَيَال الشِّعريّ عِندَ العَرَب، وَلا تكتمِلُ مُدَوَّنتُهُ  الشِّعريَّةُ بإقصَائِهِ.  ففي عِشْرينيَّاتِ القَرْنِ المَاضِي، أنْجَزَ الشَّابِيُّ ديوانًا كامِلا، سَاهَمَ بهِ في حَرَكةِ مَا سُمِّيَ بـالشِّعرِ المَنْثُورِ، الَّتي هِيَ الانبثاقَةُ الأولى لِلْكتابَةِ الشِّعريَّةِ نثرًا، حَيْثُ إنْجَازُ الشِّعرِ بمَعْزِلٍ عنْ آليَّاتِ إنتاجِهِ التَّاريخيَّةِ المُتَوَارَثَةِ، وَلمْ يكُنْ الشَّابي وَحْدَهُ منْ شُعرَاءِ القَصِيدَةِ العَربيَّةِ، بشكلِهَا التَّاريخِيِّ المَوْرُوثِ، هُوَ الَّ

كلب أسود حول البحيرة | غطفان غنوم

كانت الساعة الفنلندية تقارب منتصف النهار، عندما دخل شاب في الثامنة عشر من العمر إلى مدرسته في توسبي، وهي مدرسة للدراسات المتوسطة والثانوية ـ وبدأ بإطلاق النار على التلاميذ المتواجدين في الصفوف، فقتل خمسة صبيان وفتاتين، بالإضافة إلى مديرة المدرسة، قبل أن يطلق النار على رأسه. كان بيككا إريك أوفينين، مرتكب الجريمة، يملك تصريحاً لحمل السلاح، وقد أبدى في منشوراتٍ كتبها سابقاً على صفحته الإلكترونية أنه محبٌّ للعنف، ولديه رغبة بمحو جميع من يراهم غير جديرين بالحياة، أو من يشكّلون عاراً على البشرية من وجهة نظره. بالإضافة إلى كتاباته نشر أوفيينين، على صفحة "يوتيوب"، مقطع فيديو يُظهر فيه استعداده ونواياه لارتكاب الجريمة في المدرسة. إلا أن أحداً لم يعره اهتماماً، إلا بعد فوات الأوان. لاحقاً، أعلنت الشرطة، على لسان محقق الأدلة الجنائية، أن الفتى كان يعاني من مشكلة نفسية تتجلى في العدائية تجاه المجتمع، وأنه ينشد القضاء على الظلم، ويريد أن يتخلص من كل من لا يعتقد أنه مفيد. خرجتُ صباحاً بدافع الفضول كي أشاهد ردود الفعل الشعبية حول الموضوع، وذلك لما أعرفه عن تعاطف الشعب الفنلندي وتعاضده حين ت