كيفَ تكونُ رأسماليًا ناجحا ؟! * | محمود قرني

كيفَ تكونُ رأسماليًا ناجحا ؟! *



الورودُ الصناعيةُ التي تملأُ الطرقات 
جذابةٌ أيضا .. 
جذابةٌ ، حتَّى لو كانت ذاتَ رائحةٍ مُستعارة .
رجالُ المالِ الذين يبْنُونَ الناطحات العملاقةِ هنا أيضا 
لعلهم في حاجةٍ إلى مُفَغَّلِين جُدُد
مِن جانبي اعتبرتُ الأمرَ نكتةً مسرفةً في طرافتها
وقلت لنفسي : تَقَدَّمْ  
فربما كانت رميةٌ مِنْ غيرِ رَامِ ..

طلبَ مِني المفتشُ العام 
أنْ أنحني احتراما لسيدةِ المنصة 
أبديتُ دهشتي 
لكن نظرتَه الناريةَ دفعتْنِي للامتثال 
شرحتُ له شيئا مِنَ التباسِ الأمر 
لكن سيدة المنصةِ كانت جميلة 
وأومأتْ لى بالجلوس 
أردتُ تقبيلَ يدِها البضَّةِ فنَهَرَتْني
طمأنتُها بأنني مِنْ هذه الناحية رجلٌ لا يُخْشَى جانبه
وعقبتُ بأنَّ ثمةَ مَلِكة تجلسُ الآن أمامي
ويُمْكِنُ لِضَلالاتي أنْ تغفو عَلَى صدرِها 
وتأسفتُ كيف قضيتُ عمري 
وسطَ الطُرُقاتِ المُتسخة 
في ساحات الفقراء .

السؤال الأول كان عن كيفية إدارة الأزمة 
في مؤسسة مالية مُقبلة عَلَى الانهيار ؟

وكان عَلَىَّ ، قبلَ أنْ أتظاهرَ بالمزيد مِنَ التعفف 
في حين أتحدثُ عن المال ،
أنْ أتحدثَ أولاً عن شفتيها 
التي ربما كانتْ بين أغْلَى ماتملكُه البورصةُ الوطنية  
وأن مؤخرتَها التي تشبهُ موجةً لينة  
ربما ستكون واحدةً مِنْ أهم خِطَطِنَا المُستقبلية  
لكنني لَمْ أشأْ أنْ أتحدثَ عن كَوْني سفيهًا 
طالما دخلَ مُرَاهنَاتٍ 
لَمْ يَرْبحَهَا !

السؤال الثاني كان عمَّا أنوي فعلَه 
بالموظف الذي أَفْسَدَ بحرصِه الشديد 
آخر صفقات المؤسسة ؟ 

مِنْ ناحيتي 
اعتبرتُ السؤالَ مضيعةً للوقت 
وطلبتُ منهم إمدادي بالخارطةِ الجِينِيَّة 
لِهذا الوغْد
حتَّى أتمكنَ مِنْ مَحْوِ سلالتهِ !

السؤال الثالث كان يتعلقُ بالإجراءات 
التي ينبغي اتخاذها 
لِفَصْلِ أَلْفَي موظف توفيرا للنفقات ؟

تذكرتُ وقتها 
أنني رأيت بائعًا جَوَّالًا 
يطاردُ الموظفِين في مكاتبهم 
لِسَدادِ ماعليهم 
وقد وَعَدْتُ بأنني سأفعلُ كلَّ مايلزم 
فور انتهائهم مِنْ سدادِ دُيونِهم . 

السؤال الرابع كان عن كيفية التخلص مِنْ وصاية 
مجلس المدينة عَلَى الأسعار؟ 

وقد أومأتُ بأنَّ رئيسَ المدينة 
كان صاحبي ذات يوم 
وأنه أيضا زميلُ دِرَاَستِي 
لكنه الآنَ تَوَحَّشَ بشكلٍ كبير 
ولا شك أنه باتَ يعتبرُ الفقراءَ عَضَّةً غَلِيَظَةً في ظَهْرِ البلاد !

السؤال الخامس 
كان حول الخِطَّة التي يُمكنني تقديمَها 
لوفد الاتحاد الأوروبي 
لكي أحصلَ عَلَى مِنحةٍ كبيرةٍ لِتطوير المؤسسة ؟

وهُنا قلتُ إنَنَا اتفقنا بالفعل 
عَلَى تقديمِ الخِطَّة 
لكن ذلكَ سيكونُ عقبَ العَشَاءِ الفاخر 
الذي سنقيمُه للبعثَةِ في الباخرةِ النيلية 
التي ستُبْحِرُ بِنا إلى القاهرة 
بعدها سيكون كلُ شيءٍ عَلَى مايرام .
وأضفتُ أنه عَلَى سيادَةِ المفتش العام 
أنْ يعتبرَ المنحةَ في جَيْبِه .

السؤال السادس والأخير 
هل لديكَ شيءٌ يمكنُكَ أنْ تضيفَهُ 
قَبْلَ تسليم أوراقِكَ الثُّبُوتِيَة ؟

مِنْ ناحيتي ضحكتُ طويلا 
مِنْ جهامةِ المفتش العام 
حيث كنتُ مضطرا لإبلاغه 
أنني أتيتُ إلى هنا بطريقِ الخطأ 
فَقَدْ كنتُ أقصدُ طبيبَ الأسنان 
الذي يقطنُ البنايةَ المُجاوِرَة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصيدة من ديوان " ترنيمة لأسماء بنت عيسى الدمشقي " .. دار الأدهم .. 2019 .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فك باص اوبو A53 ببوكس ايزي جتاج

ذلك العاشق الذي لم ييأس!! قراءة في "ديوان أميرة الوجد" لفراس حج محمّد إبراهيم جوهر*/ القدس الشريف