بين التاريخ الواضح والتاريخ الخفي | أمجد ريان



بين التاريخ الواضح والتاريخ الخفي 

.. 
بين مداخل البيوت : تنتصب أعمدة الإنارة محترقة اللمبات 
وأنا واقف عند الناصية الثالثة ، أسأل نفسي : 
ماذا سيفعل خيالي بخصوص الأيام المغلقة 
والليالى التي لاتريد أن تمر :    
لا أستطيع أن أحدد أية طبيعة لهويتي 
فقط أقف أمام الزخارف الشعبية مبهوراً 
بينما تتبدد أحلامي حلماً حلماً 
يطلق خيالي المعاني التي لم تكن تخطر على بال أحد 
ولكن على حين غرة 
يمسك أحدهم برسغ الرجل ليجس النبض 
 ثم يعلن الوفاة .
.
هل أريد أن أعيد صياغة كل ما هو مصاغ ؟ 
أم أنني اريد أن اقبض على رسغ هذه الفتاة الجميلة التي 
تقتنع بي أحياناً 
ولاتقتنع بي في أحايين أكثر 
فأضمها إلى صدري ضمة تعجزها عن التفكير 
فأطحنها :
الطحنة الأسطورية الحانية التي تجعلها :
تغرق مثلي في بحر من الدوال 
وكلها بلا مدلول 
فتحبني حباً فياضاً  
ويحيلني حبها إلى مجموعة احتمالات 
وهنا تتأكد حبيبتي - مثلي – 
من أن كل كيان يتلاشى 
وأن كل اتجاه يسير في عكسه .

كنت في طفولتي أعشق جمع الطوابع البريدية 
وكنت الطفل لوحيد الذي يتصور أن الجدران هشة 
وأن البيوت ستسقط وسوف تذروها الرياح .
في طفولتي كنت أنظم الأولاد في فرق حازمة 
لنتسلق أشجار التوت 
أو نشتري بالونات متوحدة الألوان 
ونظل ننفخها بكل مافي صدورنا من هواء 
لكي تنفجر انفجاراتها المتتالية المثيرة .
.
ظللت طوال الليل أبحث بين متعلقاتي 
عن ورقة قديمة ضائعة ، ولم أجدها 
فوضعت كفي تحت خدي ، وظللت أفكر : 
ليس العالم سوى مجموعة من الإشارات الفوضوية 
ولكنني وجدتني 
أفتح زجاج النافذة و"شيشها " : 
وأظل أنظر طويلاً طويلاً 
إلى رهج الشارع 
وضجته 
واتجاهاته 
وزواياه 
وانفلاتاته .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فك باص اوبو A53 ببوكس ايزي جتاج

ذلك العاشق الذي لم ييأس!! قراءة في "ديوان أميرة الوجد" لفراس حج محمّد إبراهيم جوهر*/ القدس الشريف