ذلك العاشق الذي لم ييأس!! قراءة في "ديوان أميرة الوجد" لفراس حج محمّد إبراهيم جوهر*/ القدس الشريف يقف القارئ على غزل عذريّ السمات ويلمس لهفة طاغية بالوصل الذي يلقى صدّا وتمنّعا من معشوقة ظل الشاعر يلاحقها بطيب ألحانه وسموّ معانيه من أولى القصائد حتى آخرها. لقد استفزني هذا العاشق الذي لم ييأس! وكدت أقول: امنح قلبك غيرها لكي لا يظنّوا أنك قاتل نفسك في هواها!! يعيدنا الشاعر (فراس حج محمد) بنفسه الطويل وإصراره على التودد لمعشوقته إلى لغة الشعراء العذريين وخصائص شعرهم الذي يبرز فيه البراءة، والانتظار، والمتعة بالتعذيب، والعيش على أمل الانتظار والوصل في غد قريب. ويظهر أحيانا قليلة لدى الشاعر شيء من ذاتية (عمر بن أبي ربيعة) العاشق المعتد بنفسه الذي صوّر نفسه معشوقا لا عاشقا (صفحة 145). ولا ينسى شاعرنا (فراس) الإشارة إلى كرامة الشاعر التي تضيع عادة في العشق ، وهو المكان الوحيد المسموح فيه هذا الضياع. فنراه يعود إلى رشده الذي سلبته المعشوقة المتمنّعة فيتحدى الضعف (صفحة 165). يكتب الشاعر مكررا المعنى والحالة ذاتها؛ يشكو، ويرجو، ويحنّ ويأمل ولا نرى من المعشوقة سوى الصدّ والهجر والبعد. م
تعليقات
إرسال تعليق