سفاسف الأمور | بلال فضل

* لا حدود لقدرة المصريين على الإدهاش، أعرف صديقاً يرفض عقوبة الإعدام بشراسة، لكنه، في الوقت نفسه، يؤيد الاغتيالات وبشدة، وأجده كل فترة على "فيسبوك" يقوم بتحديث قائمة الاغتيالات التي يتمناها في خياله الدامي. وببركة صديقي وأمثاله المنتشرين في أنحاء البلاد كافة، أصبحت أعتقد أن الإعدام في مصر ليس عقوبة، بل هو راحة لمن يتم إعدامه، لأن أقسى عقوبة يمكن أن توقعها على مواطن مصري، هي أن يواصل الحياة فيها.
* كلما رأيت سيادتها تتحدث في أحد برامج التوك شو، أتذكر قول الله عز وجل "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلِقت".
* في حين لا زال أنصار جماعة الإخوان يطالبون برجوع محمد مرسي إلى الحكم، فوجئ الجميع بخبر رجوع الشخصية الكارتونية الشهيرة "بكار" إلى التلفزيون في رمضان المقبل، يا أخي فعلا الدنيا حظوظ، حتى في الشخصيات الكارتونية.
* في بلادنا: إذا تسوّلت بمفردك، يطلقون عليك لقب "شحات"، وإذا ذهبت لكي تتسوّل خارج البلاد مع مجموعة من الناس، يطلقون عليك وعليهم لقب "الوفد الشعبي"، وعندما تشحت باسم دولة، يطلقون عليك لقب "وزير التعاون الدولي".
* لو كان الفنانون لدينا يبكون في الأعمال الفنية بالحرقة نفسها التي يبكون بها في مداخلات البرامج المضادة للثورة، لحصدنا جوائز أوسكار التمثيل خلال الأعوام الماضية.
* عندما يكون الواقع موحلاً، إياك أن تشتكي من الطرطشة.
* قل في الرئيس الراحل أنور السادات ما شئت، هاجم سياساته وقراراته كما تحب، أو كن من دراويشه ومريديه، إن أردت. لكن، إياك إياك أن تضعه في جملة مفيدة مع شخص، مثل عبدالفتاح السيسي لم ينجح، منذ حكم، إلا في قتل الآلاف من أبناء شعبه.
* بقدر ما أتمنى نجاح المؤتمر الاقتصادي، لعله يعم بالخير على الشعب المصري المرهَق، بقدر ما أتمنى فشل المسؤولين في سرقة الأموال التي ستدخل البلاد على حِسّه.
* مع تفجير كل قنبلة، تذكر الصحف أسماء القتلى والجرحى، لكنها لا تذكر أن كل تفجير يواصل الإجهاز على أحلام الحرية والتوافق واستخدام العقل، والقدرة على أن "نبصّ في خلقة بعض"، حين ندرك ضرورة أن نعيش معاً على هذه الأرض، حتى وإن كنا لا نطيق ذلك.
* بعد إطاحة كبير كهنة التنوير، الدكتور جابر عصفور، من منصبه، إرضاء للسلفيين الذين يحدث ذكر كلمة التنوير لديهم تسلخات حادة، اتضح أن فيلم التنوير السيسي سيرسي، في الآخر، على سماح الحكومة بوجود عشش تنويرية، تتجمع فيها رموز التنوير لتكاكي براحتها، على أن يمنع منعاً باتاً وصول المكاكيّة التنويرية إلى خارج العشش، لأن ذلك سيقابل بحسم أمني تام، فالسادة اللواءات ليسوا مهتمين فقط بأن يعيشوا ملوكاً في هذه الدنيا، بل هم مهتمون أيضاً بدخول الجنة مع السلفيين الأبرار، ليسيطروا على مصر من الآخرة أيضاً.
* جاء في الأثر المنحول أن صلاة فريضة في مسجد فضيلة المشير القاتل تعادل ثواب قتل خمسة متظاهرين بالرصاص الحي، وأن صلاة النافلة، في مسجده المبني بملايين الجنيهات من قوت الشعب، تعادل ثواب قنص عيون عشرة متظاهرين، وأن ترديد الأذكار في مسجده الفخيم، يعادل ثواب كشف عذرية مواطنتين، وأهلاً بكم في بلد البزرميط، حيث يبني القتلة المساجد، لتخرج منها جنازات ضحاياهم.
* ربما كانت كل أوضاعنا ستتغير، لو كان أنصار الشعارات الإسلامية قد طرحوا سؤالهم الشهير "إيه اللي وداها هناك؟"، من باب الرغبة في الفهم، وليس من باب الرغبة في الندالة.
* هل كنا في حاجة إلى إشارة إلهية، لأننا سنصير محاطين بهذا البيض من كل جانب، أكثر من كون الأرض نفسها بيضاوية؟.
* يزداد إيماني بإنسانية مجتمعنا المدهشة والمتفردة، حين أقرأ كل يوم عدداً من البوستات أو التويتات التي تبدأ بعبارات راغبة في الحوار والتوافق، مثل "أي حمار بيسأل عن كذا"، أو "الحيوانات اللي عمالة تقول"، أو "البهايم اللي مش عايزة تفهم".
* لا أفهم لماذا لم يتم تطوير فكرة "مرقة الدجاج" التي تساعدنا على تحمل طعم الخضروات، ليخترع العلم لنا "مرقة بشر"، تساعدنا على تحمل الطعم الماسخ لكثير ممن ابتلانا الله بصحبتهم في هذه الحياة. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فك باص اوبو A53 ببوكس ايزي جتاج

ذلك العاشق الذي لم ييأس!! قراءة في "ديوان أميرة الوجد" لفراس حج محمّد إبراهيم جوهر*/ القدس الشريف