أتابع طفولتي في طفولة الذين وُلِدُوا على يديّ من أبناء جيراننا وأقربائنا | الضوي محمد الضوي

أتابع طفولتي في طفولة الذين وُلِدُوا على يديّ من أبناء جيراننا وأقربائنا، لقد بلغ أكثرهم مبلغَ الذكورة، السنة الثانية والثالثة من المرحلة الإعدادية، أتابع كم التناقض الذي نما في داخلنا كما ينمو الصبّار على قبور لا نعرف أصحابها، الوقت الذي يكون فيه منتهى الذكورة للجنوبي هو أن يصيح في أخته غاضبا : "إيه يا بت؟!" هو ذاته الوقت الذي يكون منتهى ذكورته أيضا أن يقوم من مكانه في المواصلات ليقف مُعَلَّقًا على الباب حتى تجلس إحدى السيدات أو البنات، غير عابئ بتحذيرات الجميع من إمكانية سقوطه فجأة، الوقت الذي يكون فيه رجلا كامل الرجولة هو الوقت الذي يستطيع فيه ضرب أخته والانقضاض عليها غيرةً عليها أو اعتراضا على سلوكها تجاهه أو تجاه غيره، كذا هو الوقت ذاته الذي يستطيع فيه أن يمزّق من يتعرض لها ولو بكلمة، لو جاءته شاكيةً، غير عابئ أيضا بدعوة الكبار له لحلول سلمية، وردع المسيء في غير عنف يولد مشكلة لا يحلها سوى سقوط قتيل، علاقتنا بالأنثى علاقة مشوشة، لا حل لها حتى في الدين،لأن الدين مشوش بثقافة المجتمع البدوي الصحراوي العَفِن، لا حل لمشكلاتنا مع المرأة سوى العودة للإنسانية-جوهر كل الأديان- حيث الإيمان الكامل بإنسانية المرأة، أنها إنسان كامل الهوية والأهلية، له احتياجاتك ذاتها وهواجسك ذاتها، ومخاوفك وتقلباتك ذاتها ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فك باص اوبو A53 ببوكس ايزي جتاج

ذلك العاشق الذي لم ييأس!! قراءة في "ديوان أميرة الوجد" لفراس حج محمّد إبراهيم جوهر*/ القدس الشريف